google-site-verification=vThPMTY1loMXo5WzcdkllDoYa0Acu-L_VKi-4arGAbY

مدونة العلوم

تسعى مدونة العلوم الى حصر الإنتاج الفكري في هذا المجال

الخميس، 15 سبتمبر 2011

تكنولوجياــــــــــ

أجهزة لاسلكية صغيرة ترى ما بداخل المباني

         كانت نظرة الإنسان الخارق المعروف باسم «سوبرمان» تخترق الأشياء بالأشعة السينية، وهو ما ساعد على نفاذ بصره عبر الجدران أثناء إنقاذه للبطلات وإلقائه القبض على الأوغاد. ولكن إذا ما تجاوزنا حدود هوليود، فإن أفضل ما تمكَّن المهندسون من أن يخرجوا به فيما يتعلق بالنظر داخل المباني هو أجهزة تستخدم الرادار، بعضها محمول بحيث يمكن لإحدى وحدات الشرطة التي تخطط للقيام بغارة ، على سبيل المثال، أن تضعه على الجدار الخارجي حيث تتميز بدرجة معقولة من التقدم والدقة لإظهار موضع أي شخص بالداخل. ولكن أفضل تلك النماذج يتكلف أكثر من 100 ألف دولار، لذلك فلا يمكن استخدامها على نطاق واسع. والآن توصّل فريق بقيادة نيل باتواري وجوي ولسون من جامعة أوتاه إلى طريقة للنظر خلال جدران مبنى باستخدام شبكة أجهزة لاسلكية صغيرة لا تزيد تكلفة Nحداها عن بضعة دولارات.
         يعمل الرادار عن طريق تسجيل موجات لاسلكية يعكسها الجسم الخاضع للمراقبة. وقد كانت فكرة د. باتواري والسيد ولسون هي عدم البحث عن الانعكاسات وإنما عن الظلال. فجهازهم يقوم بإرسال إشارة لاسلكية خلال المبنى وعندما تخرج الإشارة من الجانب الآخر تتم مراقبة الاختلافات في شدتها. والحاجة إلى التغير تعني عدم قدرة النظام على رؤية الأشياء الثابتة. إلا أنه عند إعاقة جسم متحرك، مثل إنسان، للإشارة بشكل مؤقت، فإنها تظهر عالية وواضحة.
         وباستخدام شبكة من أجهزة الإرسال والاستقبال الصغيرة، اكتشف الباحثان أنه من الممكن رسم مخطط لموضع شخص بدقة تامة وإظهاره على شاشة كمبيوتر محمول. وهما يسميان هذه العملية بالتصوير المقطعي اللاسلكي radio tomographic imaging؛ لأن تكوين صورة عن طريق قياس شدة الإشارات اللاسلكية بطول عدة مسارات أشبه ما يكون بإجراء مسح مقطعي للأجسام بالكمبيوتر computerised tomographic body-scanning وهو ما يتم استخدامه في المستشفيات – رغم أن الأجهزة الطبية تستخدم الأشعة السينية، وليست الموجات اللاسلكية، في القيام بعملية المسح.
         تتميز الأجهزة اللاسلكية التي استخدمها د. باتوار والسيد ولسون بأنها أنواع منخفضة التكلفة مصممة كي تستخدم فيما يعرف بشبكات ZigBee. وفي هذا الاستخدام تقوم بنقل البيانات بين أجهزة مثل الترموستات وأجهزة رصد الحريق وبعض معدات المصانع المشغلة آلياً. بل إنها ليست في قوة أجهزة اللاسلكي المستخدمة في شبكات Wi-Fi لربط أجهزة الكمبيوتر ببعضها.
         ورغم أن أجهزة ZigBee اللاسلكية صغيرة وغير مكلفة، إلا أن هناك قوة في عددها. فكل منها متصل بباقي الأجهزة. لذلك يتم اختراق المبنى الخاضع للدراسة عن طريق شبكة كثيفة من الروابط. ففي إحدى التجارب، على سبيل المثال، تمكنت شبكة مكونة من 34 جهازاً لاسلكيًا من تتبع موضع السيد ولسون بدقة أقل من متر- وهو رقم من المعتقد إمكانية تحسنه بدرجة كبيرة عن طريق استخدام أجهزة لاسلكية ذات تصميم خاص بدلاً من الأجهزة المعدة للاستخدام. فضلاً عن ذلك، فوضع أجهزة لاسلكية على سطح أحد المباني وحول جدرانه سوف يتيح تكوين مناظر ثلاثية الأبعاد لما يدور بداخله.
         إن القدرة على «رؤية» الأشخاص الذين يتحركون داخل أحد المباني باستخدام هذا النظام الرخيص لها العديد من التطبيقات الجديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار، وقد أنشأ السيد ولسون شركة أسماها «زانديم» لتسويق تلك الفكرة. علاوة على ذلك، فمن الممكن تطبيقها في الاستخدامات العسكرية والشرطية والأمن الخاص، حيث تحدد الشبكات اللاسلكية موضع الأشخاص الذين تحاصرهم النيران أو الزلازل. ومن الناحية التجارية، يمكن استخدامها في قياس ما يسميه بائعو التجزئة بـ «وقع الأقدام» – التي تسجل كيفية تصرف الأشخاص داخل المتاجر والمراكز التجارية. ففي الوقت الحالي، يتم ذلك باستخدام كاميرات، أو بتثليت موضع الإشارات الصادرة عن الهواتف المحمولة التي يحملها الزبائن. إن التصوير المقطعي اللاسلكي يمكن أن يكون أكثر بساطة، وأكثر دقة، وفي رأي البعض، أقل تطفلاً. وبالتأكيد أرحم من كائن خارق في ملابس ضيقة وعيون الأشعة السينية.

هناك 7 تعليقات: